تحت رعاية السيد الأستاذ الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية والسيد الأستاذ الدكتور أشرف الغندور نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث والقائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة وبإشراف السيد الأستاذ الدكتور هاني خميس أحمد عبده، عميد كلية الآداب والسيدة الدكتورة / جيهان محمد شفيق، القائم بأعمال رئيس مجلس قسم علم النفس بالكلية
نظم قسم علم النفس ورشة عمل بعنوان "دور الابتكار في تطوير الحياة من شتى جوانبها" وذلك يوم الأربعاء الموافق 1 مارس 2023،في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً، بمدرج العبادي بالكلية.
قامت بالتدريس في ورشة العمل السيدة الأستاذة الدكتورة/ أماني الرمادي، أستاذ علم المكتبات وتكنولوجيا المعلومات، بقسم المكتبات والمعلومات بالكلية.
بدأت الفعالية بالترحيب بالطلاب الحضور، وتوجيه الشكر لمعالي رئيس الجامعة، وسيادة عميد الكلية لإتاحة الفرصة لمثل هذه الأنشطة الطلابية المثمرة ، ثم الترحيب بالأستاذة الدكتورة أماني الرمادي، التي بدأت حديثها بتوجيه الشكر والتقدير لمعالي رئيس الجامعة، وسيادة عميد الكلية لدعم الأنشطة الطلابية بكل أنواعها، ثم توجهت بالشكر والامتنان للسيدة الدكتورة جيهان شفيق لحرصها على دعم التفوق الأكاديمي لطلاب القسم ، وإعدادهم لحياة ما بعد التخرج.
بعد ذلك أوضحت الدكتورة أماني الرمادي أن الهدف من ورشة العمل هو مساعدة الحضور على تطوير حياتهم من شتى جوانبها ، وكذلك تحويل هواياتهم ،ومهاراتهم إلى مهنة مربحة؛ من خلال تعلٌّم تقنيات الابتكار.
ثم توجهت إليهم بسؤال عن الفرق بين الإبداع والابتكار ، ثم أوضحت أن الإبداع : هو الربط بين أشياء معروفة للحصول على أفكار جديدة جيدة، وفريدة (مختلفة عن المألوف)، وغير متوقَّعة ؛ كما أن الإبداع يعني أيضاً أن تتبنى فكرة جيدة ثم تقوم بتحسينها لتصبح أفضل، أو تتبنى فكرة متميزة و تقوم بتحسينها لتصبح فكرة عظيمة.
وأوضحت أن كل الناس مبدعون بالفطرة، ولكن الدراسة حول الإبداع تصقل هذه الموهبة وتنميها وتوجهها للامتياز والتألق.
أما الابتكار: فهو الإبداع (أي توليد الأفكار المُبدِعة)، ثم تحويل هذه الأفكار المبدعة إلى واقع ملموس ، في شكل منتجات، أوسلع تجارية، أو خدمات ,أو عمليات غير مسبوقة.
وأعطت مثالاً على ذلك ، وهو منتَج يُباع في مطار هيثرو بلندن يتكون من قرش- بالعملة البريطانية - مثبَّت على إطار خشبي رخيص الثمن؛ لكنه يباع بمبلغ عشرة جنيهات استرليني،لأن الإطار مكتوب عليه عبارة : " هدية من المملكة المتحدة ".
والعجيب أنه دائماً ما يكون هناك طابور من الناس الواقفين لشراءه.
كما لفتت الدكتورة أماني إنتباه الحضور إلى أن العديد من الدراسات قد اتفقت على أن التفكير الإبداعي في بيئة العمل المتغيرة والسريعة اليوم يعد من أهم المهارات للنجاح المهني ، كما يعدمن أهم شروط الحصول على وظيفة متميزة بعد التخرج.
بعد ذلك طرحت عليهم التساؤلات التالية :
• لماذا لا نتعلم بصورة أفضل فى حين يحتوى المخ على 200 بليون خلية ربما تعادل عدد النجوم فى بعض المجرات الكونية.
• لماذا لا نفكر بصورة أسرع فى حين تسافر أفكارنا بسرعة تتجاوز300 ميل فى الساعة وهى سرعة أكبر من أسرع قطار فى العالم.
• لماذا لا نتذكر بصورة أفضل فى حين تستطيع عقولنا أن تحتفظ بحوالى 100 بليون معلومة والتى تعادل ما تتضمنه موسوعة.
• لماذا لا نفهم بصورة أفضل فى حين تحتوى عقولنا على أكثر من تريليون وصلة محتملة
(( و جاءت الإجابة على كل هذه التساؤلات ،وهي: كل هذا بسبب أن معظمنا لا يستخدم سوى قدر ضئيل من قواه العقلية )) من أجل ذلك ينبغي أن نحرِّر القوى الكامنة لعقولنا، لكي تعمل بأعلى طاقتها، ثم تستمر في النمو.
يقول الدكتور بروس ليبتونDr Bruce Lipton الطبيب الحاصل على الدكتوراه في علم أحياء الخلايا من جامعة فرجينيا بالولايات المتحدة :
"نحن نستخدم القوة الكاملة لعقلنا التي أودعها الله تعالى فيها حين نفكر بنصفَي المخ معاً ؛ وحين نستخدم نصفَي المخ معاً في التعليم فإنه يصبح لدينا تعليم خارق للعادة“Super Learning” .
ولكن، كيف يمكنك أن تفكر بالقوة الكاملة لعقلك ؟!
أولاً: من خلال شرب كمية وفيرة من الماء ؛ فإذا علمتَ أن 73% من مكونات عقلك عبارة عن ماء - كما أشار H.H. Mitchell في مجلة الكيمياء الحيوية Journal of Biological Chemistry، العدد 158 - لجعلتَ شرب الماء بانتظام من أولويات حياتك.
ثانياً: من خلال تناول الأغذية التي تقوي المخ ؛ مثل الأسماك البحرية ،والمكسرات ، و الكاكاو، و البروكلي، وغيرها.
ثالثاً: من خلال الحصول على القدر الكافي من النوم في المساء.
رابعاً : من خلال تمرين المخ ، لأن تمرين المخ يغير ما يلي: تشريح المخ ، وتكوين أعضاء المخ ، ووظائف المخ .
كما أن تمرين المخ يحقق ما يلي: توليد خلايا جديدة بالمخ ،تكوين ممرات عصبية جديدة بالمخ ، وزيادة الانتباه، و تحسين الحالة النفسية، و شَحن المخ بطاقة تمده بالقوة ،وحماية المخ من الأمراض التي لم يُعثر لها على علاج حتى الآن.
بعد ذلك تمت الإشارة إلى كيفية استخدام القدرات الكاملة للعقل بدلاً من استخدام جزء منها فقط ؛ من خلال تمارين العقل الفائق Super brain yoga التي تربط فصَّي المخ معاً ، ليعمل المخ بأقصى طاقته، وقد قامت الدكتورة أماني بشرح التمرين ، ثم ممارسته مع الحاضرين ، ولمشاهدة أداء عملي لهذا التمرين، يمكن زيارة الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=Vhu5L8WVCqc&t=4s
كما أشارت الدكتورة أماني إلى صفحة علمية مجانية بعنوان Brain Chargerوهي تهتم بتدريب وتنمية إمكانات العقل، وشحن طاقته؛ مما يترتب عليه ترقية مهارات التفكير، وتقوية الذاكرة، وتنمية قدرات الابتكار ؛ وهي متاحة على الرابط التالي:
https://www.facebook.com/pg/AmanyElramady/posts/?ref=page_internal
بعد ذلك ألقت الدكتورة أماني الضوء على كيفية تحويل الأفكار المبدعة إلى أشياء قيِّمة ،وكذلك مستويات، وأنواع، وخطوات الابتكار، وآلية عمل العقل المبدع .
كما ناقشت النقاط التالية :
*معوقات الابتكار: مثل الخوف من التغيير، والخوف من فشل التجربة الجديدة، وشعور البعض بالاستياء لأنهم ليسوا مبدعين .
*كيفية إعداد العقل للابتكار:من خلال التأمل، والتركيز الواعيmindfulness، و ممارسة الرياضة، وتنمية القدرة على الربط بين الأشياء .
* أدوات وتقنيات الابتكار :
1. وفيه أوضحت- بأمثلة كثيرة-إحدى النقاط الهامة وهى أدوات وتقنيات الابتكارالتي تعين- بشكل عملي- على ممارسة الابتكار في شتى نواحي الحياة ؛ و تتمثل فيما يلي:
2. الخروج عن المألوف: مثل إتاحة الفرصة للعملاء بالمساهمة في صنع المنتَج قبل شراءه ، بدلا ًمن مجرد اقتناءه بالشكل التقليدي؛ كما يحدث في إحدى مصانع لعب الأطفال، وكذلك في إحدى مصانع السيارات.
3. محاكاة الكائنات الحية : و هو استلهام الأفكار من الطبيعة وكائناتها، كما تم ابتكار الطائرة بإلهام من دراسة الطيور الموجودة في الطبيبعة.
4. الارتجال وتغيير الإطار : كأن تخرج المكتبات من الإطار التقليدي لها ، فتقدم خدماتها خارج المبنى، سواء بعمل مكتبة عائمة في شكل سفينة،أو تواجد فروع منها في الحدائق العامة، أو تقديم الخدمات للعالم كله عبر الإنترنت مثل خدمة Ask a librarian ، التي تجيب عن الأسئلة، أو تقدم مصادر معلومات نادرة لمن يطلبها، وهي متاحة من خلال العديد من المكتبات منها على سبيل المثال المكتبات التالية :
• مكتبة الإسكندرية: التي تستقبل الاستفسارات عبر البريد التالي: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
• مكتبة الكونجرس الأمريكي: عبر الرابط التالي: https://ask.loc.gov/
• المكتبة القومية البريطانية: عبر الرابط التالي: https://www.bl.uk/help/reference-enquiry-team
5. التفكير من وجهة نظر الآخرين : كأن يفكر المحامي في وجهة نظر عملاءه في الخدمات التي يقدمها لهم، ممما يساعده على التطوير والإبداع ومن ثم الابتكار في عمله.
6. التفكير فيما يؤلم ويُزعِج : حيث يمكن تطوير أي منتج من من خلال التفكير في المشكلات التي يعاني منها الناس من هذا المنتج؛ وعلى سبيل المثال في شركة لإنتاج أداة فتح العلب المعدنية،كانت أبرز المشكلات هي صعوبة استخدامهاوتعرض المستخدم لجرح يده،وبعد البحث والتطوير، تم ابتكار الأداة الجديدة التي وفرت الكثير من الراحة والأمان لمستخدميها .
7. تغيير السِّمات والخصائص : وهو إعداد قائمة بخصائص المنتَج المراد تطويره ، لابتكار منتج مبتكِر له خصائص مختلفة تماماً عنه ؛ مثل الهاتف الأرضي الذي تحول إلى هاتف لاسلكي، ثم هاتف ذكي.
وفي النهاية أوضحت الدكتورة أن هناك ضوابط للابتكار، فمن حق الإنسان أن يُبدع وأن يبتكر كما يشاء؛ ولكن بشرط واحد: وهو ألا يضر أحداً، أو يؤذي نفسه ...فلا ضرر ولا ضِرار.
